أن محبة الله ” ورضاه هي الغاية التي فيها يتبارى عليها المتنافسون.. وإليها يعمل العاملون.. إلى عَلَمها شمر السابقون.. وأعلاها يتفانى المحبون.. وبِرَوحِ نسيمها تروَّح العابدون.. فهي أكل الأرواح.. وقرة عيون المسلمين والعباد الصالحين..فاللهـــــم اجعلنا من أحبابــــــك.
ومحبة الله ورضاه لها علامات وهى:
أولاً: حبُّ الناس
له والقبول في الأرض، كما في حديث البخاري (3209):
” إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له الرضى في الأرض “.
لهذا يكون العبد متواضعاً ومتعاونا وعطوف على المحتاجين واهل بيته حتى يحبه الله.
ثانيا حب سماع القران
من إشارات حب الله للعبد القرأن هو المرشد الذي يرشد المسلم إلى إتباع الحق وأجتناب الممارسات السيئة,فالعبد الذي يحبه الله يحب سماع تلاوة القرأن وقرأته والعمل بما أتى فيه من طاعات وعبادات والبقاء بعيدا عن مانهى الله عن فعله.
ثالثا تقبل تقديم النصيحة والعمل بسنة رسول الله
اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ صرح تعإلى في محكم أياته (قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين).
ايضا يشرح صدره للهدى والإيمان بتباع هدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسنته ونصائحه.
قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
رابعا الابتلاء:
وهي علامة على حب الله له ؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان دواً مُرّاً لكنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب ، ولله المثل الأعلى.
ففي الحوار الصحيح: ” إنَّ عِظم المعاقبة من عظم البلوى، وإنَّ الله سبحانه وتعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله الامتعاض ” رواه الترمذي (2396 ).
وتدني البلاء في الدنيا خيرٌ للعبد من أن يُدَّخر الله له العقوبة في الآخرة، لان الله يبتلى العبد المؤمن حتى يرفع درجاته ويكفر سيئاته،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :” إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له الجزاء في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة ”.
خامساً حسن النهاية:
حينما يوفق العبد قبل مصرعه للبعد عن ما يغضب الله سبحانه، والتوبة قبل الهلاك من المعاصي والذنوب، والإسراع إلى عمل الطاعات وأعمال الخير، ثم يموت عقب ذلك على ذلك الوضع الطيب فهذه حسن الخاتمة.
ومما يشير إلى ذاك المعنى من احاديث رسول الله ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه صرح: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) أفادوا: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل خيّر قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي.
فإذا أبصرت في نفسك وحولك تلك الإشارات الخمس فأعلم إنك حبيب الله فاللـــهم اجعلنا من أحبابـــــك ومن من ترضى عنهم.
تعليقات
إرسال تعليق